المشاركات

عرض المشاركات من 2023

على كتفي نعشي وأنا أمشي، ومضات

صورة
 ومضات  على كتفي نعشي وأنا أمشي ،، استهدفوا مهنة المتاعب، فأصابوهم؛ البعض جرحوه والبعض قتلوه لأنهم جهروا بالحق كي يرفرف عاليا. ،، قال : النار لهبٌ حار والدخان يداعبُ وجهي الأمر يسوء دقائق كي أحيا ويصلكم صوتي. ،، إصبعي على الزناد والهدف أمامي... انطلق. ،، نسي أن ينتزع الساعة من يده - تثقل كاهلي.. قال الجندي للظلام الذي يعم المكان. ،،  خلف المتاهة خرج جنود العدو مدججين يطلقون النار على صور وكتابات الحيطان تشير إلى تحرير فلسطين بالدم. ،، يحيا الموتُ واقفا والغناء. ،، قسما، قسما يصرخ الطفل جهرا - كم تلزمني من رصاصة !؟ ،، لا أخافُ من طلقات الرصاص أو من أزيز مدفع وطائرات - بإصرار أمضي.. ،، داخلي سأكسر شوكة العدو وأموت من أجل وطني ويدي على الزناد. ،، إني اخترت طريقي، على كتفي نعشي والأغنية طريقي إلى آخر دم.

رابط تسجيلي بالاذاعة الوطنية مدارات مع الكاتب عزالدين الماعزي

صورة
 https://fb.watch/p2wc_81bYF/?mibextid=Nif5oz

هل هناك حياة في قبعة جندي مجهول؟، نصوص قصيرة

صورة
  نصوص قصيرة  هل هناك حياة في قبعة جندي مجهول؟ ١ كنُدف الثلج ارتويت من تلّ الزعتر وقلتُ الطريق إلى غزة وعرة. ٢ مواعيد الحرب تخلّفها الاوقات المستقطعة. ٣ من لحظة تظللُك غمامة تخفي رأسك وتقنص جنزرة. ٤ يشتعل بين أصابعك ضوء   ينبثق بارود الشمس. ٥ مع المغيب،  تنتصر الحواس على التجريد  يطلق العدوُ نداء استغاثة. ٦ الحرب خسرانُ اللغة. ٧ بدون استئذان  تتهاوى أعمدة الهياكل. ٨ جرائم الحرب تعذب القراء والمشاهدين بأخبار زائفة. ٩ على حبر الورقة  أكثر من ذكْرى شاهدة. ١٠ يا لجمال القمر يغمزُني بعين واحدة فينطلق السهمُ. ١١ لن تذبلَ أوراقُ سيرتي قال الحلزون  وانكمش في صدفته. ١٢ يلعلع الرصاص في الحارات تزحف الدبابات مذعورة  تزدحم الأجساد في المقبرة.  ١٣ من قوة الصمت يغلي المرجل.   ١٤ تعالي،  نرسم خريطة وطن مبعثر  من البحر للبحر الحديقة لأمثالنا  والحرب لهم. ١٥ ليست الحياة في قُبعة جندي مجهول..؟ أطفال يموتون في خطوط التاريخ بدم بارد أطفال غزة على حين غرة …

سبع مقاطع خرقا القاعدة.. ق ق ج

صورة
قصيصات قصيرة جدا عزالدين الماعزي سبعُ مقاطع خرقاً للقاعدة وإعلانِ حالة حرب. 1  (السي امبارك)، لا تفتحْ فمك الكبير، ثمة الكثير من المقصات  تترصدُك في كلّ الجهات. 2 (الرايسْ) جدّ فرح بسببِ قلّةِ الإضرابات وأعْطاب سيّارة (الإسعاف). 3 صديقي (الموظّفْ)، تخيلْ نفسك دون سيجارة في جلسةٍ صباحية منذ نصف قرنٍ وأنت تُراقبه بغضب. 4 قالت السّنبلةُ : انتظروني قليلًا.. سوف يغتالونك(بالمنجل) خرقاً للقاعدة. 5 ينظرُ بعينٍ ناقصة إلى (ڤيلاتهم) الحُمر وينظرُ إلى (يديْه) بكلّ فخْر. 6 بوسعك أن تكونَ قردًا، كلبًا، تستفسرُ الآخرين عن مآل الحلال والحرام؟ لكنْ، لا تعرفُ أنّك من أبناء جلْدتهم. 7  لن تتصفّح مُؤخرةَ الجرائد مثل (علّالْ) ولن تبكي أو تشْكي(لهم)، فقط تتبلّلُ بالدّعاء(عليهم).

بورتريه: السرج المذهب لا يليق بالحمير

صورة
  • بورتريه : السرْج المذهّب لا يليقُ بالحمير. 1 لا يحتاج سي امبارك إلى أيّ شرطٍ لكي يمارس حياته الطبيعية وطموحَه الكبير الذي ينوي إتمامه فيما يُرضي الله ورسوله. في سبيل ذلك اعتقلتْه العديد من المهن والحرف اليومية : بائعا متجولاً للكرموس والدلاح والحريرة في برشيد وقلعة السراغنة والجديدة ومولاي عبد الله وفرْناتْشي في أماكن مختلفة.  صنع له تاريخا متعددا من فصول مختلفة وتقلّد عدة مناصب ومسؤوليات وحاز شواهد تقديرية. إنه صوت صارخ متوترٌ متاوتر لتاريخ متعدّد وحكايات طويلة لرجال طواهم النسيان، صانعا من الحلم سجلاً ونبوءة صعبة التصديق.. إنه شعلةُ ضوء مُشعٍ لم يكن أبدا خافتاً أو منطويا على نفسه. يقول بلسان عبد الرحمان المجدوب : شفوني في ثوبي مغلف/ حسبوني ما في ذخيره/ وأنا كيف الكتاب مؤلف فيا منافع كثيره /.. السي امبارك، مواطن طيبٌ، شريف، غارقٌ حتى الأذنين كما يعلق رفيقه، رفع قيمة موظف الجماعة القروية ومنحهُ القيمة والمكانة الاجتماعية والإنسانية اللّائقة التي يستحقها أمام من لا يَسْوَى قيراطا أو من لا يُساوى شيئا، هكذا بلغةِ دكالة وبلكنة بدوية من القاع يقول لك إنه انتزع حقه منْ ضرْس التمساح ال

الزلزال، كتابة الفاجعة. ق ق ج

صورة
    الزّلزال: كتابةُ الفاجعة 1 حمل بطّانيته، نسيَ أوراقه، ملابسَه في البيت. حافياً خرج، وجد الكلّ في الشارعِ... نام في سيارته. 2 في الشّقة 57 من الطابق الثالث، نادى جارَهُ أن يصعدَ بسُرعةٍ أعْلى السّطح.. نورٌ أزرق وأبيض ينبعثُ من السّماء. 3 صرخت زوجةُ (عين) في الطابق الأوّل: - زلزاااال ... مذعوراً التفت : - الحمدُ لله مازلتُ حيّا.. وعاد إلى نومه. 4 في الشّارع، الأطفالُ يتوسدُون رُكب العجائزِ وهُنّ يرتُقْن حكايا عن ليْلة الزلزال قبيْل النوم. 5 لم يصدق(باء) تمايلَ واهتزاز العمارتين أمام عيْنيه.. لكنه صدّق أن ما وراءَ الجُدران يهتزّ ويلْهجُ ب : الله أكبر.. 6 المكانُ الذي يؤُمه الآن هو العراء، المدهشُ ولمراتٍ عديدة يجدُ نفسَه هكذا عارياً في الحلم. 7 هلعاً، خرجت الأسرة ليلاً، وجدها (اللّص) فرصةً لتفتيش البيت. 8 يسألُه الجارُ: - أين بقية ملابسك؟ - هناك بين كومة التّراب. 9 أخيراً، وجد من يحْكي عنه، من يُصوّره، من يكتب عنه بعد أن كان الجبل فقط من يرقبه. 10 بكى الرضيع، تأسفت الأمّ، انشغل الأبُ.. الجدارُ في تصدعٍ والصّور تتهاوى، لم يعد المكان يليقُ ب(كتابة الفاجعة). 11 انتهى الزلزال،  ير

كرسيتينا، قصة قصيرة

صورة
  قصة قصيرة عزالدين الماعزي كريستينا مجتمعين كانوا ليلة الاثنين التي تشبه ليلة العيد في منزل بنت (مريم). - الأولى هذي والثانية هاذي..  يشير مصطفى بإصبعه إلى المتحلقين حوله حلقة نساء ورجال من الأهل والأصحاب. يلتفت إلى ابنه، يصرخ فيه.. - سير، اتْنيني 1أنت، (انعس أحسن ليك البرْهوش)… يصرخ الأطفال فيما بينهم.. - بْغينا الداودي.. والداودي ولا ماغا نعسوووووش!؟.. ينبري إبراهيم من بين الجمع ويغني المقطع :  (وعلاشْ يا قلبي فين غبتِ، انْسيتي راسك، ضايع بين الناس وانا وانا *..  ليتبعه الكل… (اعلاه يا قلبي.. فين غبتِ، انسيتي راسك.. يهتف الجميع نريد المزيد.. يقاطعهم إبراهيم بلكنته :  - إخواني السهْره (ما زال عاد ابدات )، لن تبدأ السهرة بعد ؟، تصفيق حاد.. تنهض (شين) لتغني أغنية أصاله.. ويبدأ التصفيق من جديد..  ابراهيم في الغرفة الأخرى الآن ينادي على زوجته لكي تصلح من شأنه، يعود، يده خارج الجلباب الذي ارتداه ليُمسرح الجلسة واللحظة ويظهر حاملا طعريجة يُسلمها لأمي زهرا وعلى إيقاع الطعريجة وتحت وابل الضربات المتكررة يبدأ شكل آخر من الاحتفال بأغنية شعبية بلا ساس ولا راس، يلتفت إليّ، ويقدم لجنة التحكيم الت

مقطع من رواية مخطوط

صورة
  -8- في ساحة الدوار تجمع الرجال جنب أحد البيوت المقفلة، نسوة يدخلن ويخرجن من بيت الميت سافرات أو مغطيات الوجوه. يتحلق البعض هنا وهناك؛ سيارة المرسيديس البيضاء والسيكانز الزرقاء قرب الحانوت جنب المسجد، من داخل بيت العزاء يسمع صوت الفقيه يقرأ القرآن .  قمر يظهر تحت صومعة المسجد، بضعة شبان يتحركون في كل مكان يحرقون الوقت بالدخان وسقطات الكيف من الأيدي دليل ميلاد جديد، وقت ميت، الكل يلوك موضوعا هو الطالب (فقيه المسجد)... من بعيد تسمع أصوات الأطفال .. ( الطالب يايو عايشه وحليمه طالعين فوق الليمه امولات الخيمة اعطيني ابيضه باش نزوق لوحتي  لوحتي عند الطالب الطالب عند اصحابو  ف الجنة اتصابو ..) يصرخ( ولد الحركاتيه) وهو يجر قاطرة مكونة من صغار الدوار يرددون ما يقول، ينهرهم (باخا) بطريقته المعتادة. (عبدو) الفتى النحيل يفكر في حروب لا تعرقل الجو العام رجال آخرون يتخذون الأرض ملاذا بما فيهم (ولد المهدوم والحبجروك، ولد الدجايجي، وسي امبارك وسي مصطفى  وآخرون) والحاج اسماعين يصرخ في وجه ابن أخته يوصيه..  - أناري أولد أختي لا تسمع ليهم اشحال واعرين هاذ الناس..؟ خليط من النمنمات والإيقاع يحتدم كلما

لا سلطة للكبار علينا، مقالة

صورة
 

كيف خليتونا القيتونا، قصة ق

صورة
 قصة قصيرة  كيف خليتونا لقيتونا ... -أجي هنا.. ألامي (صديقي) شوا كباب.. شي حاجة لوكس.. انعمل ليك قطيبات الزين .. الشوا كباب... كانت الوجوه التي أشرقت وتسمرت أمامي أعرفها.. أذكرها.. لكنها تلاحقني بأفواهها العطشى، وجوه سمراء، اكتحلت بفعل دخان الرماد الذي ينفخ فيه بفمه مرة وبيده ممسكا بطرف ورق كرطوني.. تحسست رطوبة المكان الأرضي بقدمي، جسدي ثقيل ..كم باركت لي هذه الأرض السعيدة، عانقتها سنين طويلة لم تطلق سراحي الا بصعوبة.. غادرتها.. لكن يقولون : رجال البلاد كايرجعوك فين ماكنتي .. مازالت الدكاكين تملك ألوانها الداكنة الجميلة رغم زيف ألوان الانتخابات التي طلوا بها بسلطوية أوجهها.. مازالت الوجوه التي تمشط الشارع هي هي .. أحقا لم يتبدل شيء.. زحفت من مكاني جررت خطواتي وراء امرأة تثير شهوة العين وحرقة الشفتين... -الزين..رايحه تبدلينا.. اجي اهنا امادموازيل.. عندنا شي حاجه فريكس.. شوا اكباب الخوت..(أيها الإخوة ) رنت في أذناي الأصوات الكثيرة التي بدأت تتهامس في القبض عليها وعلى الزبائن.. أعرف هذه الأصوات والتي طالما وشوشت تحت أذني أيام المدرسة. كانت ملامحهم الطفولية بريئة تعشق اللهو واللعب وترهب ال

اطابلاس، قصة قصيرة

صورة
 

نخلة على الجدول، الطيب صالح

صورة
  أو ( نخلة محجوب) (عشرون جنيها يا رجل، تحل منها ما عليك من دين، وتصلح بها حالك. وغدا العيد، وأنت لم تشتر بعد كبش الاضحية ! واقسم أنني لو لم أرد مساعدتك، فان هذه النخلة لا تساوي عشره جنيهات ) وتمايل حمار حسين التاجر في وقفته. ولم يكن صاحبه قد ترجل عنه، فانه لم يرد ان يظهر لشيخ محجوب تلهفه على شراء النخلة ذات البنات الخمس، التي يسميها السودانيون في الشمال (الاساسق)، وقد قامت وسطها النخلة الأم، ممشوقة متغطرسة، تتلاعب بغدائرها النسمات الباردة التي هبت من الشمال تحمل قطرات من مياه النيل. ورأى الحمار الأبيض البدين حمارة أنثى ترعى من بعيد بين سيقان الذرة. فنهق نهيقا أجهش ممتدا، تم رفع رجله الخلفية اليسرى ووضعها، ورفع رجله الأمامية اليمنى ووقف في حافة حافره، وتشاغل بخصل من نبات (السعدة) الريانة التي نمت على حافة الجدول وكأنه قد تبرم بهذه المساومة التي لم يكن ورائها طائل. والحق أن حسين التاجر، بثيابه البيضاء الفضفاضة، وعباءته السوداء التي اشتراها في زيارة له للخرطوم، وعمامته من (الكرب) نمرة واحدة، وحذائه الأحمر التي لم تخرج أيدي صناع _(المراكيب ) في الفاشر أجود منه، وحماره الأبيض البدين اللامع

هبيني وردا النسيان ديوان مليئ بالازهار للشاعر الطيب هلو

صورة
 قراءة في (هبيني وردا للنسيان) للشاعر الطيب هلو  ديوان مليء بالأزهار التي تكبر ولا تلين. متابعة : عزالدين الماعزي  عن مطابع الأنوار المغاربية بوجدة، صدر للشاعر المغربي الطيب هلو مجموعة شعرية بالعنوان أعلاه بإهداء خاص وب15 قصيدة في 86 ص وبلوحة للغلاف للفنان لطفي اليعقوبي، نصوص   هي فواكه مختلفة الأجناس والمذاق تفتح شهية القارئ المتلقي  يقول في فاتحة الديوان ص 5 يا فاكهة البوح تجلي.. وتدلي.. كعناقيد الألحان  وبالفعل إنها عناقيد العنب تتدلى شهية، نيرة، مورقة، الحبّ وراءه وأمامه سارت قافلة الأحزان والقصيدة خريطة للبوح من أول الخطو حتى النهاية لها متسع لممارسة الجنون يقول : لترف من كأس التوحد حرقها  كي أرتديها جبة واشم في ليل العبارة عرفها..ص8 ولأنها فراشة تأتيه باسمة وفي فوضى عارمة، حيث انزياح الورود عن الحديقة ببلاغة وغواية، تلوح بالأسفار فكلما فكّر في تفسير ما ترتحب المدارك وتتيه في دربات الحقيقة ويختفي المعنى، ولأنه مسكون بالطموح وبحلم الحب بعد ترتيب الحكاية في انتشاء عابر تتسلل فراشة تحلت بخمر المشتهى. في قصيدة توقيت الحب ص26 وبالضبط في المقطع 3 يحاول الإجابة : لو كنت أدري أن قلبك ما ي

نوستالجيا الحنين في : لماذا لا تشيخ السلاحف

صورة
قراءة : نوستالجيا الحنين في : لماذا لا تشيخ السلاحف  انجاز : عزالدين الماعزي 1 أعتقد أن السؤال الذي لا يطرح نفسه الآن ليس هو العنوان، كعتبة للدخول إلى بنية النص بل هو محمول العناوين التي كرسها الكاتب في المجموعة القصصية1 التي بين أيدينا انطلاقا من عناوين فرعية : شاي أنا، سيادة المسؤول وأعين الغربال..، سفر عبر البريد،.. إلى البرزخ بين الخيانة والعشق، وبطاقة تعريف. هذه النوستالجيا التي تعرفها المجموعة والتي أشرف الكاتب على إعطائها البعد الفني والجمالي إلى المتلقي بحنين جارف، إلى مفتقد في عالم وحشي غريب.. تنجرف بحنين الحب والذكرى والأمكنة والأهل والأحبة بكل قيمها الاخلاقية الشامخة ولحظاتها البريئة في قصص : شاي أنا ص  5، سيادة المسؤول ص6 ، إليك إلهي ص11 ، لحظة تأمل ص 19 ، ليتني أرحل ص28 .. هل يكفي هذا الحنين إلى الكتابة الأولى..؟ أقول إنها كتابة أولى؛ خواطر شاب طموح، يكتب بمرح وتنافس وحماس منقطع النظير وفجأة توقف كل شيء، أضرب عن الكتابة وتوقف النبض، لكنه عاش حياته وانكتب باحثا، منقبا مشرعا أبوابها لتتأرجح على مصراعيها في التنقل والسفر والترحال من الوطن إلى خارجه ومن خارجه إلى داخله، بحثا ع

رسالة الى مونتيروسو

صورة
  رسالة مفتوحة إلى صديقي أوغستو مونتيروسو (غواتيمالا)  من : عزالدين الماعزي زاوية سيدي اسماعيل( المغرب) صديقي الغالي أوغستو  أستيقظ الآن وبي خدر ثقيل، أتوجس منه هذا الصباح، أعرف أني لم أعد أرى الأشجار فقط، الطريق الوحيدة والمنازل الطوبية وبضعة أحجار هنا وهناك منتصبة، هادئة. ليس هنا ما يعكر الجو كما يقولون، وليس لي والله إلا أن أقتل الوقت، بعد مرور جحافل السيارات ريثما تمر التي أحلم بالحصول عليها، أستيقظ، هل قلت أستيقظ وهل أنا مستيقظ أصلا..؟ لأتأكد من رؤية أشياء أخرى حصلت لي ذات مرة، وأنا أصافح وجهك القمحي.. لا أدري، فركت بيدي اليسرى عيني اليمنى وتراءت لي بقع كثيرة، بياض في بياض في فراغ هائل. لا شيء أملكه غير عزلتي المغضوب عليها وبضعة خيوط من ذاكرة مثقوبة، لا شيء في قريتي تغير، لا شيئ بتاتا وأنت تدعوني بالنهوض باكرا، الشارع الوحيد والدكاكين البئيسة، محلات الجزارة والمقاهي مصطفة تربك وعلامات مرور محمرة الخدود تكرر ببلادة، العالم قرية صغيرة، تحصي المارة، تلبي رغبة تسكنها.. حين استيقظت كنت مونتيروسو صديقي المفضل تنظر إلي محدقا، أما زلت هناك حبيبي..؟ تركن في الزاويه وحيدا كآلام الأشجار تحضن

بلاغة الصمت، عزالدين الماعزي

صورة
  هل رغبة الصمت فعل أم لغة أخرى..؟ عزالدين الماعزي هل الصمت راحة أم فضيلة أم استراحة..؟ سؤال يطرحه القارئ مستحضرا صورا ومقاربات كثيرة تتحدث عن الصمت كفعل أو كطريقة ومنهج وسؤال شاسع.  الصمت رغبة والصمت رحم الكلمات، الصمت يولد الحقيقة حسب سقراط، والكثير ما قيل في الصمت حتى أصبح الصمت لغة أخرى تنقال وتفضح الضجيج، وباب الصوفية في هذا الجانب حاضر بقوة وبكثافة.. فالصمت طريق ومسلك العبور والتبصر، إنها فاكهة  واشتهاء الكلام.  هل نتكلم عن الصمت أم نتحدث عن محوه؟ أم نشتهي التعبير والتغيير، يقول النفري : " إن سكنت إلى العبارة نمت، وإن نمت مت فلا حياة ظفرت ولا عبارة حصلت " هل يحصل الصمت على المشاهدة أم على المتابعة..؟ تصمت وأنت تتابع ما يجري؛ الراهن بتفاصيله الصغيرة والكبيرة والآخرون يتكلمون في كل شيء وأنت صامت صمت زروبا الحكيم،  تتقن فن الصمت وهم يتقنون فن الكلام.. في هذه المرحلة نحتاج إلى من يستمع أو من يرهف السمع، إلى أذن ثالثة تنصت إلى ما يشبه التفاهة أو إلى التفاهة بعينها وهي تنشر أجنحتها وتفرخ العديد منهم، نترصد كعنكبوت فقط خيوطه الإفراط في الكلام وأشكال الثرثرة.. تصمت فجأة، تعود ل

الحرب من خلف رقعة شطرنج . قصص ق ج

صورة
قصيصات قصيرة عزالدين الماعزي الحربُ من خلف رقعة شطرنج ،، كلما تمعنت في (الرقعة) رأيتهم كلّهم (أعدائي). ،، هل لديك فرصة.. يقول ظل (الوزير) لرأس (الفيل) الضخم : - ماذا لو كنت أنا الذي...؟ ،، كلّ مساء يصرّ على الجلوس (وحيدا) قرب حائط المقبرة، لو سألته ماذا ينتظر لأجاب دون أن يديرَ رأسه : - رأيت..، السلك الناري مرّ من هنا.. ،، عصافير السنونو حطت على أسلاك الأعمدة. ظلّتْ تثرثرُ فيما بينها دون اكتراث بالعيون المصوبة إليها. ،، من فرط طوله ونحالته قاب قوسين وأدنى، تقول أمي :  - اصكَعْ، و(مُتجهٌ) إلى الوراء. ،، يبحث عن مأزق للخروج من( النصْ)، أخبرته (الطيور) بذلك وخطّتْ فوقه (دراقها). ،، أراد أن يظهر فرحه، كتب على (جداره) :  - أنا فرحان.. فيما قلبه تسكنُه قتامة ( لاقطٌ هوائي). ،، تلمّسوا وجهه الأملس، طوله وعرضه وقالوا :  - صالحٌ أن يكون لنا عيْناً تَرى ما لا  يُرى. ،، اتّصل ب(المرشح) مستفسراً عن سبب وجود ( اللاقط الحديدي) في المنطقة ؟ أجابه : أين كنتم طوال الوقت ؟ ،، نظروا إلى انتصاب (اللاقط الهوائي) ثم قالوا :  - اسبحْ حيث أنت تراقب ونراقبُ. ،، كان ( أطفالهم ) يحلمون بقضاء نهاية أس