رسالة مفتوحة إلى صديقي أوغستو مونتيروسو (غواتيمالا) 

من : عزالدين الماعزي زاوية سيدي اسماعيل

صديقي الغالي أوغستو 

أستيقظ الآن وبي خدر ثقيل، أتوجس منه هذا الصباح، أعرف أني لم أعد أرى الأشجار فقط، الطريق الوحيدة والمنازل الطوبية وبضعة أحجار هنا وهناك منتصبة، هادئة. ليس هنا ما يعكر الجو كما يقولون، وليس لي والله إلا أن أقتل الوقت، بعد مرور جحافل السيارات ريثما تمر التي أحلم بالحصول عليها، أستيقظ، هل قلت أستيقظ وهل أنا مستيقظ أصلا..؟ لأتأكد من رؤية أشياء أخرى حصلت لي ذات مرة، وأنا أصافح وجهك القمحي..

لا أدري، فركت بيدي اليسرى عيني اليمنى وتراءت لي بقع كثيرة، بياض في بياض في فراغ هائل. لا شيء أملكه غير عزلتي المغضوب عليها وبضعة خيوط من ذاكرة مثقوبة، لا شيء في قريتي تغير، لا شيئ بتاتا وأنت تدعوني بالنهوض باكرا، الشارع الوحيد والدكاكين البئيسة، محلات الجزارة والمقاهي مصطفة تربك وعلامات مرور محمرة الخدود تكرر ببلادة، العالم قرية صغيرة، تحصي المارة، تلبي رغبة تسكنها.. حين استيقظت كنت مونتيروسو صديقي المفضل تنظر إلي محدقا، أما زلت هناك حبيبي..؟ تركن في الزاويه وحيدا كآلام الأشجار تحضن جراحها، تحذر الوقت والهواء المتراكم تزلزل الطريق ولا تتوقف عن المغامرة. 

ولا أدري كم مر علي من الوقت وأنا على هذه الحالة وأنت الوحيد الذي يرمقني باندهاش وبروعة أكثر من اللازم وأنا أضحك، أضحك.. موجها الخطاب لك..

ما زلت هنا صديقي أوغستو، سأعمل بنصيحتك، سأبقي عيني مفتوحتين وفمي مغلقا.. في انتظار أن يستيقظ الديناصور.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزلزال، كتابة الفاجعة. ق ق ج

كرسيتينا، قصة قصيرة