المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

العالم في جيب القصة القصيرة جدا

صورة
العالم في جيب القصة القصيرة جدا : عزالدين الماعزي القارئ للقصة القصيرة جدا المغربية بالخصوص، يلاحظ تنوعا وخصوبة ويكتشف كتابة جديدة لا تنهض من فراغ، بل على قواعد سليمة ومتمكنة من أدواتها، تقنية سردية تنهض من ذاتها وبذاتها تستلهم الواقع المعاش وتكيفه، تكتبه، تتجذر في الذات بقلق الذات والجماعة وترسم طريقا صعبا للمتلقي لا يسلكه الا السالكون والعارفون، وإن تعددت الطرق والمناحي فبتعدد المشارب والهموم والاهتمامات .  القصة القصيرة جدا والمختصرة في (ق ق ج) مسار صحيح لإبداع حقيقي وطريق غير معبدة بأي حال فهي تستوحي الماضي والحاضر وتكتب بعين النسر الذي يرى ما لا يرى. الكثير يرى أنها سهلة الإنقياد، سلسة الكتابة لكنها صعبة المراس لا تنقاد إلا لمن انقاد إليها واستكان وانصاع هادئا، هي لا تستكين لمواضيع هشة بل الجرأة سلاحها والمغامرة روحها، هي بحر لجج، أمواجه عاتية، روحها صرخة ومواضيعها شائكة، تستدعي المفارقة والإيحاء والرمز والدهشة والسرعة والقصر والسخرية بابها ونوافذها مشرعة للإقتصاد والإيجاز والسرعة والتلويح والتلميح والتشظي والكشف والإيماض والإضمار.. أصبحت بابا من لا باب له..

الأبعاد الفنية في ( الرجل الذي فقد ذيله ) لعزالدين الماعزي

صورة
الأبعاد الفنية في ( الرجل الذي فقد ذيله ) لعزالدين الماعزي عبد الرحيم التدلاوي يعد القاص والشاعر عزالدين الماعزي من رواد كتابة القصة القصيرة جدا، وله فيها جولات، ولعل نصه "الحبّ في زمن الكبار" يعد من أهم نصوص القص الوجيز الذي يضاهي ما كتب عالميا في هذا الجنس، فالقصة بسيطة وعميقة ومفتوحة على تأويلات عدة، وقد مكنه من الاشتغال في هذا المضمار من إغناء المكتبة المغربية والعربية، بمجموعات ذات جودة، إلى جانب كتاب مرموقين، من أمثال: حسن البقالي، والبويحياوي، وبرطال، إلخ... وإذا كانت مجموعته الآنفة الذكر "الحب في زمن الكبار" قد تميزت بتنوع موضوعاتها، وطرق اشتغالها، فإن مجموعته التالية "الرجل الذي فقد ذيله"٢، جاءت كذات واحدة، كونها تطرقت لموضوع واحد استغرق كل النصوص بتعدد زوايا النظر، واختلاف الرؤية؛ فقضية السياسة والنقابة كانت الشغل الشاغل للقاص معبرا بذلك عن ارتباطه بواقعه الذي شهد تحولات كثيرة، وأحداثا عاصفة، فلم يكن من الممكن الانفصال عنه بل حتم عليه ذلك مواجهته بفضح ممارسات شخصياته الزائفة التي تقف وراء تهميش الإنسان البسيط والكادح، وجعلته يعيش حياة غير

البعد الدلالي في قصيدة سناء رضوان : خيالي خلاني

صورة
البعد الدلالي في قصيدة سناء رضوان: خيالي خلاني : قراءة في قصيدة زجلية عزالدين لماعزي المقطع ١،  بعد ما كان خيالي تابعني وليت أنا تابعاه المقطع ٢، يمكن ما بقى يعرفني يمكن أنا متلفاه المقطع ٣، واش نسبقو ول يسبقني تلف علي ما بقيت عارفاه المقطع  ٤، ولى سراب وخدعني هداك خيالي وأنا ناسياه . سناء رضوان مدخل في الاختيار والتأويل : باختيارها لقصيدة الزجل تكون المبدعة الزجالة "سناء رضوان" قد اقتفت آثار من عبّدوا الطريق أحمد لمسيح وخليل القضيوي الادريسي والباهلي وغيرهم، ومن مروا بالبلدة ومن تربتها، هو عشقٌ مشترك وندف نار يجمعها الامل والألم وتخلدها المتعة وتبديد الظلمة . بين أيدينا قصيدة زجلية تمتع، تمتح من نهر منسكب سريع الجريان، ومن دفق احساس مرهف. أتساءل هل هناك عنف وراء القصيدة المختارة أو وراء هذه البساطة الظاهرة أو هو بحث عن الطمأنينة . إنها تمنح نظرة عميقة لنصها الصغير/ الكبير في عمقه، بأحاسيسه، بقيمته، حيث تتجلى أبجديات مباهج الحياة وراء كل كلمة تتبدد أشكال وأطياف وتعدد ألوان ومكابدات وتنير كتابة قصيدة جريئة منفلتة من أسرار الحياة . إنها كتابة تختصر المس