المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٨

أمي زهرا، المرأة التي ماتت مجنونة

صورة
أمي زهرا، المرأة التي ماتت مجنونة عزالدين الماعزي كم تمنيتُ لو لم تكن هي، في الحبّ والصور بعينين عسليتين ناعستيْن وسيجارة سوداء في الفم وقبعّة ذات حواشي، تحدثك والدخان يتطاير شررا من فمها وأنفها. غريبٌ، أن أعود بذاكرتي لصورة فاتنة ذات معنى لن تتكرر وبوابة مقهى بوزو، أمامها علبة كازا وبين يديها عود سبسي طويل، تلقم رأسه بقايا عشب من ميكا مدورة . أحسّ بابتسامتها الماكرة تحلّق، وأنها امرأة عادية، تفتح فمها الأدرد حزينة كشاطئ مهجور، جبهتها مليئة بمئات التجاعيد، لا تتعب من جلسة القرفصاء. كل من عاندها تسبّه بلهجتها الجنوبية : سير البلى، الله يعطيك السمْ، سير تقوّد..، عُمرك م شتّي شي مرا تتكيّف . لوحةٌ عملاقة لامرأة من غير زماننا . ماتت أمي زهرا مرة أخرى، وتكسرت تلك اللوحة التي عمرت طويلا في ذاكرة أبناء البلدة . من أين جاءتْ؟، لا نعلم، أين كانت؟ لا ندري وتكاثرت الحكايا وتناسلت الاقوال بعد خبر الموت، وانغرزت إبرٌ في الذاكرة وعبرها تمدّد خوف ُ وارتعاشة المدعو الصعلوك (عزيز) وبينهما صورٌ موثّقة وذكريات وتخيلات .. من شلالات صوتها وهي تعبر الشارع الوحيد قائلة: كثيرة هي العصافير على ال

هل تساعدني النوارس ؟ عزالدين الماعزي

صورة
٧ هل تساعدني النوارس..؟ لا أملك الكثير من الوقت الفارغ ملء سمائي، أي سعادة أحس بها الآن في هذا المكان الوحيد بعد الانتهاء من القراءة، حيث لا يوجد شيء أنظر إليه سوى ورقة / لوحة، مفتوحة لرسم نسائي الصغيرات. وكأني أذرف الدمع وأنا أشكو شقاوتهن، هل هو بُعدهن ..،،؟  هل بوسعي أن أرتق الشوق مرة ثانية وأكتب على هامش ما سطروا... هل يمكن أن أكون هادئ الطبع ومن خلالها أرى الوجه الأول، الصافي المدور الأبيض المفتوح على خريطة والثاني البسيط الذي طالما أحببته أن يكون مربعا وهو يصرخ مكشرا : بّااا..  أتساءل وأنطوي كسلحفاة تكف عن الوخز أي سعادة بعد نهاية الكحة المتقطعة او الطويلة الاخرى، أأشع نارا أم نورا وأكف عن الحلم ؟ إن فكرت _مثلا_ إثرها أنه من اللازم أن أوسع بعض الكلمات لطما ولكما و... تقبيلا.. التي من النادر تأتي من الوجه اللطيف، الرقيق كسنبلة القمح، ملاك يرسم وجهي بخطوط مليئة بأجنحة التجاعيد والمائلة طولا وعرضا وعمر سخيف وألوان وأرقام.. هل أبدو رقما صغيرا بالنسبة إليها، سأسال صديقي "ع الكريم الازهر" عن سر: تستاف الأرقام والسلاسل والمربعات .. وهي تلوح للنخل السامق من