واميلود، اتا زيد…يا الله تحرّك. بسترةٍ خضراء باهتة يشوبُها لونٌ أصفر على شكل قميص، يشتغل ميلود يوميا في حراسة السيارات. شابّ في الثلاثينيات أو أكثر هكذا يبدو،بوجه قمحيّ مدوّر وبعينين يشِعّ منهما الجمرُ، وسروال دجين وصندل جلدي مهترء. يلتفتُ لأي صرخة أو التفافة، تكفي نمنمة خفيفة كي يسرع الخطى إليك جادّا، ممتلئا نشاطا وحيوية. ظلّه كطوله يملأ المكان ، يصفر تصفيرةً طويلةً معلنا وقوفَ السيارة في المكان المخصص. في المقابل على شطّ البحر، والبحر بمدينتي في الظهيرة ساخن رمادي والأجساد الملتهبة تقِفُ أمام بائع العصائر. مجموعة من السياح يمرّون جماعات ملتفين حول بعضهم البعض، رجال ونساء عاريات الاذرع والافخاذ المكتنزة الشهيةِ ، تترك الكلّ يراقبهن و يتابعهن. أحدهم يشرحُ المكان ويجيب عن استفساراتهم. ميلود، في الضفة الاخرى ينظر إلى السيارات التي تمرّ بمهلٍ أمامه ، وإلى السائحات المكتنزات، الوافدات الجميلات رفقة بضعة رجال، عيونهن الزرق وشعرهن الأصفر المنسدل.. ماذا لو استطاعتإحداهن أن تثير اهتمامه ويجلبها بغمزة أو نظرة تشفي أولتكن قاتلة . ليجربْ حظه إذن. وعينُه حولاء،ومن يقنعْ بهذا الاحول المريض،