في حوار مع الصحفي المصري احمد الجمال حول الكتابة الادبية

أسئلة الحوار:
 - "حب على طريقة الكبار" و" قبلات في يد الهواء"... ماذا يعني الحب بالنسبة إليك وكيف انعكس ذلك على نصوصك؟
 الحاجة الى الحبّ، هي حاجة كل مجتمع وأمة وبالضرورة في ظل الصراع والاقتتال والحرب اليومية على اي شيء، وضدّ أي شيء.. وفي ظل الخيبات المتكررة والاحباط وشتى أشكال التردي التي يعيشها الانسان ؛ أرى أن من واجبي كانسان / مبدع أن أتصور العالم وأحلم بتغييره بنشر المحبة بدل تكميم الأفواه والمطاردة والاضطهاد . بالحبّ يستطيع الانسان أن يعيش الحب ويحقق بامتداداته سعادته. حقا أدين بدين الحبّ، بلغة الصوفية، وما أحوجنا الى هذا الديدن الآن والعالم كلّه في أزمة قيم .. في تجربتي المتواضعة، التجأت في كتاباتي السابقة الى هذه التيمة من خلال الخيبات المتكررة وانكسارات العالم الطفولي والمراهقة. حيث لاحظ الكثير من المتتبعين اهتمامي بعالم الأطفال وحضوره في المتن القصصي لاسيما في مجموعتي الأولى:" حب على طريقة الكبار "ومن العنوان تكون البداية بل ايضا في "قبلات في يد الهواء" كتنديد لزمن الخيبة والاحباط والتطلع إلى عالم يسوده الحبّ وقد أُطلق عليّ حينها : قاص طفولي، ونشرت مقاربات نقدية حول التجربة لمحمد يوب وجميل حمداوي وسعاد مسكين وابراهيم الحجري ... - عناوين مجموعاتك القصصية حداثية وملفتة، كيف تختارها؟ لكل مبدع منبعه، ومرتعه بل وايضا مطبخه السري .. يكذب عليك من يفشي سره، سرّ طبيخه وطرائق وصفته. مطبخي مرجعه قراءاتي المتعددة ومشاراكتي ومتابعتي للساحة الثقافية وطنيا وعربيا .. أختار العناوين من عتبات بيوت قريتي/عالمي الذي أستكين إليه مرغما وتشتعل الذاكرة فجأة ، بحثا ، وترييضا ونقشا ... حتى أن هناك من يجد عناوين مجاميعي القصصية ممططة وطويلة على شاكلة " الرجل الذي فقد ذيله .".، و" الأقزام يكبرون بسرعة " و" حب على طريقة الكبار" و" يوميات معلم في الجبل " ..

 - ذات مرة قلت: "كتاباتي هي تجميع لتعدد خيباتي وأعطابي المتكررة"، ماذا تقصد؟
 فعلا قلتها وما زلت أكررها ، لا زلنا نعيش على/ في الهامش وفقدان الأمل والخيبة وتكرار الجراح والأعطاب...صدق من قال "كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة " . اختياري للقصة او للقصة القصيرة جدا كان بديلا أنطولوجيا إن صحت العبارة . من الشعر خرجت إلى السرد والسرد القصير جدا، وجدت فيه كما جيلي ، ولا استثني أو أقصي أحدا لأننا جيل المعاناة والاقصاء ومسلسل الاحباط ..أليست الكتابة خلخلة الاشياء التي .. إنها تفضح الغسيل والواقع ولأنها تسكنني، تكتبني، أرى أنها ارتعاشة جسد مثقل وقبلات تخيط الآلام والحرمان وتتوجع لاسترجاع المنفلت واعادة التوازن للغامض المبهم.. كتاباتي لا تحيد عن هذا المنحى، بل تضرب أطنابها في تربة البلد المبلّلة في المشاكل اليومية والحرمان والتسلط والشطط.. لذلك اشتغلت مراسل جريدة جهوية ووطنية، وما زلت على للطريق أفضح الطغاة وأرفع عرائض/ رسائل الاستنكار وتعرية الواقع اليومي ..لذلك تتسل مرغمة الى نصوصي ساخرة وتصبح جزءا مني .

 - ما منطلقاتك العامة في الكتابة؟
ربما تجدها متخفية في جوابي السابق لذلك لن أكرر ما قلت سابقا ..
سوى أني أجد في الكتابة سلاح المقاومة والتغيير لأفق جميل ملؤه المحبة والصداقة والخير ....

 - يلمس من يقرأ قصصك مسحة شاعرية، متى تصبح لغة الشعر ضرورية في النص القصصي؟ طبعا، أشرت أني بدأت في جبة الشعر ولي ديوانين" ارتعاشة ماء " و " يد في جيب الاستعارة "، أحتمي بالشعر للمقاومة وللتحرر مما أنا فيه او به، أجدني مهيئا لذلك من قبل ومن بعد، تراكميا أقول، الأمر يجعلني أكابد فعل المكابدة والمجاهدة بلغة الصوفية ، ولكي أتحرر مما أنا فيه، أجدُ ضالتي في الشعر...، الشعر مراوغة، عصيان ...، والسرد "شاعريته" أفقٌ حالم يبتغي الحرية والتحرر والانزياح والاسترسال بحثا عن صيغ ومكامن الجمال الروحي .

 - حين يتحجر القلم في يدك ويصبح الإحساس عصياً على الكتابة أيهما يسعفك كلما : القصة أم القصيدة؟ كلما توقّف نبض الشعر، التجأت الى السرد وكلما استعصت كتابة القصة أعود الى الشعر..

- ما الذي تحققه لك السخرية كأداة تناقش من خلالها قضايا مجتمعية بعينها ؟
 السخرية سلاح من لا سلاح له ، سلاح وتصدي لكل أشكال العنف والاستبداد والظلم ، لن تنقشع سحب الظلام ولن تنجلي إلا بالسخرية، إنها فنّ القول الماكر وهي الأبلغ في التعبير والايصال .. - ما العمل الأدبي الذي تعكف عليه الآن وربما يخرج للنور قريباً؟ ..أشتغل ببطء، وأعمالي تظل رهينة الانتظار، تختمر على نار هادئة ، آخرها "بورتريهات من هنا والآن " عن بعض المبدعين ومشروع الجزء الثالث من "يوميات معلم في الجبل "هي سيرة سردية ببهار شعري ...، وأيضا مجموعة قصصية قصيرة جدا ما زلت أبحث عن عنوان لها ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزلزال، كتابة الفاجعة. ق ق ج

أجنحة التحليق الجمالي في " مسلف النسيان من خطواتي"الحميدة بلبالي