المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٣

بورتريه: السرج المذهب لا يليق بالحمير

صورة
  • بورتريه : السرْج المذهّب لا يليقُ بالحمير. 1 لا يحتاج سي امبارك إلى أيّ شرطٍ لكي يمارس حياته الطبيعية وطموحَه الكبير الذي ينوي إتمامه فيما يُرضي الله ورسوله. في سبيل ذلك اعتقلتْه العديد من المهن والحرف اليومية : بائعا متجولاً للكرموس والدلاح والحريرة في برشيد وقلعة السراغنة والجديدة ومولاي عبد الله وفرْناتْشي في أماكن مختلفة.  صنع له تاريخا متعددا من فصول مختلفة وتقلّد عدة مناصب ومسؤوليات وحاز شواهد تقديرية. إنه صوت صارخ متوترٌ متاوتر لتاريخ متعدّد وحكايات طويلة لرجال طواهم النسيان، صانعا من الحلم سجلاً ونبوءة صعبة التصديق.. إنه شعلةُ ضوء مُشعٍ لم يكن أبدا خافتاً أو منطويا على نفسه. يقول بلسان عبد الرحمان المجدوب : شفوني في ثوبي مغلف/ حسبوني ما في ذخيره/ وأنا كيف الكتاب مؤلف فيا منافع كثيره /.. السي امبارك، مواطن طيبٌ، شريف، غارقٌ حتى الأذنين كما يعلق رفيقه، رفع قيمة موظف الجماعة القروية ومنحهُ القيمة والمكانة الاجتماعية والإنسانية اللّائقة التي يستحقها أمام من لا يَسْوَى قيراطا أو من لا يُساوى شيئا، هكذا بلغةِ دكالة وبلكنة بدوية من القاع يقول لك إنه انتزع حقه منْ ضرْس التمساح ال

الزلزال، كتابة الفاجعة. ق ق ج

صورة
    الزّلزال: كتابةُ الفاجعة 1 حمل بطّانيته، نسيَ أوراقه، ملابسَه في البيت. حافياً خرج، وجد الكلّ في الشارعِ... نام في سيارته. 2 في الشّقة 57 من الطابق الثالث، نادى جارَهُ أن يصعدَ بسُرعةٍ أعْلى السّطح.. نورٌ أزرق وأبيض ينبعثُ من السّماء. 3 صرخت زوجةُ (عين) في الطابق الأوّل: - زلزاااال ... مذعوراً التفت : - الحمدُ لله مازلتُ حيّا.. وعاد إلى نومه. 4 في الشّارع، الأطفالُ يتوسدُون رُكب العجائزِ وهُنّ يرتُقْن حكايا عن ليْلة الزلزال قبيْل النوم. 5 لم يصدق(باء) تمايلَ واهتزاز العمارتين أمام عيْنيه.. لكنه صدّق أن ما وراءَ الجُدران يهتزّ ويلْهجُ ب : الله أكبر.. 6 المكانُ الذي يؤُمه الآن هو العراء، المدهشُ ولمراتٍ عديدة يجدُ نفسَه هكذا عارياً في الحلم. 7 هلعاً، خرجت الأسرة ليلاً، وجدها (اللّص) فرصةً لتفتيش البيت. 8 يسألُه الجارُ: - أين بقية ملابسك؟ - هناك بين كومة التّراب. 9 أخيراً، وجد من يحْكي عنه، من يُصوّره، من يكتب عنه بعد أن كان الجبل فقط من يرقبه. 10 بكى الرضيع، تأسفت الأمّ، انشغل الأبُ.. الجدارُ في تصدعٍ والصّور تتهاوى، لم يعد المكان يليقُ ب(كتابة الفاجعة). 11 انتهى الزلزال،  ير